اليوم جلست اشاهد الجزيرة مباشر مصر كالعادة بعد عودتي من العمل فوجد علاء الاسواني في برنامج على مسؤوليتي الذي تقوم فكرته على قيام كاتب بقرآءة مقال له ينشر في اليوم التالي. وجدت علاء الاسواني وقد انغمس في سرد مقاله الذي هو قصة يسقطها على واقع الحالة المصرية فمثلا سمى مبارك أبو شامة وشباب الثورة كريم ورفاقه وهكذا.طبعا الكلام واضح والاسقاط لا يحتاج الى اي ذكاء لاكتشافه.
طبعا ليس المجال هنا لنقد القصة والحديث عن إبداع أو لاإبداع موجود في القصة. لكن هنا أتكلم على آخر مشهد في القصة والذي يقوم فيه كريم بالكشف عن صدر الضابظ فيكتشف شامة سوداء كناية عن ولاء الجيش للنظام السابق. كانت لهجة الاسواني محتلفة في هذا المقطع من القصة فكانت لهجته تتسم بلمحة ساخرة والضغط على بعض الكلمات واعادة بعض الجمل وذلك لايصال الرسالة التي يظن انها مستترة وراء كلماته. لكن الرسالة كانت واضحة فقد كانت تحريض صريح من الاسواني على المجلس العسكري. وكم تذكرت "دون كيشوت" وانا أتأمل ملامح الاسواني وهو يتحدث فقد قرأت منذ وقت ليس بالقصير أن الروائيين يلجؤن لاسلوب الاسقاط والرمز والتستر وراء شخصيات وهمية لنقد الواقع أثناء وجود رقابة شديدة من نظام دكتاتوري. في حين أن الاسواني متاح له ذكر الوقائع كما هي والاتيان بحججه ان كانت موجودة. لكن هذا الاسلوب يجعله يهرب من الحديث بالدلائل و القرائن و المنطق الى ابهار القارئ بالحبكة القصصية. هنا علاء يتوهم وجود العدو ثم يتخيل أنه دكتاتور ثم يتقمص دور المبدع المقموع ويبدأ في كتابة قصة وهي ما يتقنة من أساليب الحروب فياله من "دون كيشوت". أنا هنا لا أدافع عن المجلس العسكري وأنا من أشد المعارضين لوجود أي دور للجيش في الحياة العامة. لكن أيضا أنا ضد افتعال معارك وهمية ضد المجلس العسكري . وما يهمني فعلا هو قيام المجلس العسكري بانفاذ وعده باجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق