يوم الاربعاء 3\8 حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر أخذت إستراحة من العمل أنا وزميلي محمود وقررت أن أذهب لمجمع تجاري "مول" قريب لشراء بعض الحاجيات. وبينما ننهي عملية دفع الثمن للبائعة وصوت أحد المعلقين على محاكمة مبارك في التلفزيون يجلجل في المكان إذا بالبائعة تسالني هل ستحزن لو أعدموه؟ ألا يكفي ما رآه من ذل؟!! نظرت لها و لزميلها الجلس جوارها قليلا ثم أجبت ألم يذل 85 مليون بدون أي رحمة.
تستغربون أني تركت مشاهدة هذه اللحظات التارخية وذهبت لشراء أشياء كان يمكنني شراءها في أي وقت آخر وأنا الذي كنت دوما قبل قيام الثورة أقول لكل أصدقائي أتمنى ألا يموت مبارك قبل أن تتم محاكمته. و كنت أقترح حكما عادلا من وجهة نظري وهو أن يوضع في قفص حديد في ميدان عام ثم يمر عليه المواطنون فردا فردا وعلى كل مواطن أن يجمع اكبر قدر من اللعاب قبل أن يبصقه على وجه ذلك الرجل. أنا أيضا إستغربت لرد فعلى الهادئ غير المبالى لكن فلنعد لبداية اليوم. كان هذا اليوم هو الثالث من أيام رمضان المبارك وكما كنت قد قررت قبل رمضان أن الذهاب للعمل مبكرا يعني العودة للمنزل مبكرا لذلك خرجت من المنزل في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا ومع أن الوقت مازال مبكرا و أننا في رمضان الا أن الطريق كان خاليا على غير العادة لم أربط حينها أبدا بين محاكمة المخلوع وهذا الهدوء في الشارع. عندما وصلت للمكتب وجدته خاويا إلا من على الذي بدا نائما. الآن كادت الساعة أن تصل العاشرة ولم يحضر بعد نصف الزملاء. فجـاة نادتني سارة "أحمد المحاكمة بدأت انت مش بتتفرج عليها ليه" هنا بدأت أتنبه بأن هذا هو اليوم المنتظر قمت واتجهت إليها وأخذت أرمق شاشتها فوجت الصورة مهتزة فزهدت في المشاهدة وعدت لاكمل عملي. لحظات ووصل عماد وهو من المتنفذين في الشركة ويمكنه أن يشاهد البث المباشر بجودة عالية وقام عماد بتشغيل جهازه وناداني لاشاهد معه كل هذا ولم يظهر مبارك بعد أصابني الملل وعدت لاكمل عملي. لكن هنا وصل أيمن مثيرا كعادته صخبا وجدلا على أي شيئ واليوم توفر له الحدث الذي يمكن أن يجادل فيه بقية عمره. جلس أيمن يحاول أن يقنع الجميع بأن مبارك سيحكم له بالبرآءة لا محالة طبعا كانت تلك النقطة التي دخل منها جميع الملتفون حول شاشة عماد في جدل لا ينقطع حول نظرية أيمن الذي بدا مستمتعا بهذا الجدال البيزنطي. كنت أتابع هذا المشهد من على بعد خطوات ولم أجد في نفسي رغبة للاشتراك في الحديث أو الانضمام إلى الملتفين حول الشاشة لكن فجأة صرخ أحدهم "مبارك" هنا لم أستطع منع نفسي من القفز ومحاولة مشاهدة وجهه الذي طالما أطل علينا مثيرا زوبعة من المشاعر الكريهة نظرت فوجدت الشاشة بها صورة للقاعة من غير القفص وأيمن يقول "فاتتك اللقطة" قررت الانتظار حتى أرى وجهه وبعد عدة دقائق رأيت ذلك الوجه لكن مهلا أنا لا أجد في نفسي أية مشاعر لا تشفي ولا شفقة ولا حزن. كنت ساعتها كمن تجمدت مشاعره الآن ذهبت اللقطة وعادت تظهر القاعة باتساعها على الشاشة. كنت كمن لا يبالى بالحدث لكن ألم يكن هذا ما تمنيته أن يحاكم الرجل و ها هو يحاكم وأنا غير مهتم. جلست أفكر لحظات ثم أدركت أني لا أبالي حتى لو تحققت فرضية أيمن وحصل مبارك على البرآءة فما أهتم به الآن حقا هو أن نبني وطنا يحصل فيه الجميع على حقوقهم وطنا كريما عزيزا أن نقود ولا نقاد أن نرفع ميزان العدالة أن يكون وطنا فيه الكل أحرارا فيه كرامة الانسان مصونة. بعد أن أدركت ذلك تذكرت بعض الامور التي كنت أجلت القيام بها ثم سألت محمود "تيجي معايا أنا نازل".
تستغربون أني تركت مشاهدة هذه اللحظات التارخية وذهبت لشراء أشياء كان يمكنني شراءها في أي وقت آخر وأنا الذي كنت دوما قبل قيام الثورة أقول لكل أصدقائي أتمنى ألا يموت مبارك قبل أن تتم محاكمته. و كنت أقترح حكما عادلا من وجهة نظري وهو أن يوضع في قفص حديد في ميدان عام ثم يمر عليه المواطنون فردا فردا وعلى كل مواطن أن يجمع اكبر قدر من اللعاب قبل أن يبصقه على وجه ذلك الرجل. أنا أيضا إستغربت لرد فعلى الهادئ غير المبالى لكن فلنعد لبداية اليوم. كان هذا اليوم هو الثالث من أيام رمضان المبارك وكما كنت قد قررت قبل رمضان أن الذهاب للعمل مبكرا يعني العودة للمنزل مبكرا لذلك خرجت من المنزل في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا ومع أن الوقت مازال مبكرا و أننا في رمضان الا أن الطريق كان خاليا على غير العادة لم أربط حينها أبدا بين محاكمة المخلوع وهذا الهدوء في الشارع. عندما وصلت للمكتب وجدته خاويا إلا من على الذي بدا نائما. الآن كادت الساعة أن تصل العاشرة ولم يحضر بعد نصف الزملاء. فجـاة نادتني سارة "أحمد المحاكمة بدأت انت مش بتتفرج عليها ليه" هنا بدأت أتنبه بأن هذا هو اليوم المنتظر قمت واتجهت إليها وأخذت أرمق شاشتها فوجت الصورة مهتزة فزهدت في المشاهدة وعدت لاكمل عملي. لحظات ووصل عماد وهو من المتنفذين في الشركة ويمكنه أن يشاهد البث المباشر بجودة عالية وقام عماد بتشغيل جهازه وناداني لاشاهد معه كل هذا ولم يظهر مبارك بعد أصابني الملل وعدت لاكمل عملي. لكن هنا وصل أيمن مثيرا كعادته صخبا وجدلا على أي شيئ واليوم توفر له الحدث الذي يمكن أن يجادل فيه بقية عمره. جلس أيمن يحاول أن يقنع الجميع بأن مبارك سيحكم له بالبرآءة لا محالة طبعا كانت تلك النقطة التي دخل منها جميع الملتفون حول شاشة عماد في جدل لا ينقطع حول نظرية أيمن الذي بدا مستمتعا بهذا الجدال البيزنطي. كنت أتابع هذا المشهد من على بعد خطوات ولم أجد في نفسي رغبة للاشتراك في الحديث أو الانضمام إلى الملتفين حول الشاشة لكن فجأة صرخ أحدهم "مبارك" هنا لم أستطع منع نفسي من القفز ومحاولة مشاهدة وجهه الذي طالما أطل علينا مثيرا زوبعة من المشاعر الكريهة نظرت فوجدت الشاشة بها صورة للقاعة من غير القفص وأيمن يقول "فاتتك اللقطة" قررت الانتظار حتى أرى وجهه وبعد عدة دقائق رأيت ذلك الوجه لكن مهلا أنا لا أجد في نفسي أية مشاعر لا تشفي ولا شفقة ولا حزن. كنت ساعتها كمن تجمدت مشاعره الآن ذهبت اللقطة وعادت تظهر القاعة باتساعها على الشاشة. كنت كمن لا يبالى بالحدث لكن ألم يكن هذا ما تمنيته أن يحاكم الرجل و ها هو يحاكم وأنا غير مهتم. جلست أفكر لحظات ثم أدركت أني لا أبالي حتى لو تحققت فرضية أيمن وحصل مبارك على البرآءة فما أهتم به الآن حقا هو أن نبني وطنا يحصل فيه الجميع على حقوقهم وطنا كريما عزيزا أن نقود ولا نقاد أن نرفع ميزان العدالة أن يكون وطنا فيه الكل أحرارا فيه كرامة الانسان مصونة. بعد أن أدركت ذلك تذكرت بعض الامور التي كنت أجلت القيام بها ثم سألت محمود "تيجي معايا أنا نازل".
ماشاء الله مقال جميل يابوحمييييييييييييييد
ردحذفgamil 2wii ya Ahmed bgd :)
ردحذف